#مقالة.
#عائشة_حسو “إدارية لجنة العلاقات الدبلوماسية لمجلس المرأة السورية”
دائما ما يَجول في خاطِرنا في قضية المرأة التي هي من أكثر القضايا المستعصية الحل هي “قضية العنف والتعنيف” الذي باتَ مُمنهج ضد وجود وكيان المرأة خلال عصور من قبل الذهنية التي تدير دفة الكون والحياة، تلك الذهنية التي لا تمت بأي صلة للحياة لأن الحياة بأمسّ الحاجة لتعاش بصورتها الصحيحة للحرية، وهي التي بدورها أمست مكبلة لاحول لها ولا قوة.
في وقتنا الراهن السؤال الذي يطرح نفسُهُ بإلحاح لماذا حجبت وكبلت الحرية؟؟
لأنّ العقلية الذكورية التي فرضت نفسها أمرٌ واقع ترسخت من خلال تأنيث المجتمع من جانب ومن جانبٍ آخر سلبْ المرأة كل ما كانت تملكُ من روح وإفراغِها من جوهرها الذي كانَ يعتمد على السلام والمساواة والمحبة وإتمام الآخر وتكاملية المجتمع، لذلك نرى الآن بأنّ استهداف المرأة باتَ مُستَباح من قبل أنظمة تلكَ العقلية لكي تفرض ديمومة ذاتها تلكَ الذات التي اعتدمت وتنامَت على إنكار وصهر وإبادة الجنس الذي لطالما كان معطاء المرأة التي حاولوا إلباسها السواد، ذاك السواء الذي طغى على باقي ألوان الربيع، الربيع الذي حاولوا أن يتلاشى ليبقى خريف فقط فيه التساقط، ولكن مع تجذر السنديان ومقاومة الزيتون ونعومة السنبلة وعطاءِها استطاعت أن تخلق المرأة ربيعها رغم كلّ التحديات والصعوبات والعراقيل وكل أشكال المحاربة لوجودها، ولكن هل يكفي ونكتفي؟؟
نعم علينا رفع كل أشكال وتيرة النضال واعتبار كل امرأة هي جزء لا يتجزء من مشروع إعادة بريق الألوان لربيعنا.
والعمل بشكل دؤوب لتشكيل وحدة المرأة التي باتت حاجة ملحة وضرورية لبداية نهاية مامورس علينا.
والعمل على إقناع الرجل الذي كان أيضا فريسة كابوس ذاك العقل المدمر، أن يكون شريك في الحرية إنّ مجتمعنا تآكل مع تفشي أزمة استهداف المرأة فعندما نُناضل لبناء وطن متعافى من كل ماحلّ بهِ من تراكمات وتناحر وصراعات لم تأتي إلا بمآسي وقتل وتدمير وتخريب لمجتمع كانت المرأة فيه تتمتع بكل أشكال الإحترام ولها مكانة الرقي والآن مع الآسف نرى مشهد التعنيف والقتل وسلب الإرادة يستمر في ظل تدهور الوضع العام.
إننا بنات عشتار وجوليا دومنا وزنوبيا ملكة الصحراء، نحن العطاء والحب والتسامح علينا أن نتخلّص من موضع بقاءِنا في فك الالتهام لنعود لواقعنا وحقيقتنا وجوهرنا الذي حاولوا إفراغه لأننا الربيع المتوج بألوان قوس القزح لنمزج ألواننا اللامعة ليتلاشى ويندثر ذاك السواد الذي حاول فرضه علينا.
نحن الحياة والحياة لا تكون معزوفة جميلة من غير ألحان الحرية لنكسر تلك القيود والأغلال لإننا لسنا عبيد عفونة ذكورية رثة بالية متآكلة منهارة
نحن الربيع الذي سيعطي الخريف ألوان متجددة.
#مجلس_المرأة_السورية.
#حلب.