أثمرت الأحداث السورية الجارية منذ العام 2011 تطوراً ملحوظاً في أداء المجتمع المدني السوري قارب حد الانفجار.

أثمرت الأحداث السورية الجارية منذ العام 2011 تطوراً ملحوظاً في أداء المجتمع المدني السوري قارب حد الانفجار.
فانطلقت آلاف المبادرات والجمعيات والمنظمات وفرق العمل في مختلف المناطق السورية، في محاولة لملء الفراغ الناشئ عن هذه الأحداث أو الفراغ الذي كشفته هذه الأحداث والذي عجزت عن ملئه سلطات الأمر الواقع المتعددة على امتداد سورية.
وكان للمرأة دور جوهري في العمل المدني المتنامي بحكم أن المجتمع المدني ذات طبيعة أفقية مرنة تنسجم مع طبيعة النساء وروح المبادرة والحرية لديهن.
على عكس السلطات المركزية ذات البنى الهرمية والطابع الذكوري في ممارسة السلطة وفرضها على المجتمع من الأعلى.
يضاف إلى ذلك أن هذه التغييرات الاجتماعية والسياسية ترافقت مع حضور قوي لمسألة حقوق ودور المرأة في المجتمع وفي ممارسة السلطة، وعلى الأخص في شمال شرق سورية حيث سمحت البنية السياسية المرتكزة إلى مفهوم الأمة الديمقراطية بوضع دور وحقوق المرأة على المسار الصحيح، بعد عقود من الاقصاء والتهميش والعزل في الزوايا العاتمة للنظام السياسي والاجتماعي والثقافي.
جرت محاولات كثيرة لتغليف هذا الاقصاء والتهميش خلال العقود الفائتة بشعارات كسيحة ليس لها أي اسقاط على أرض الواقع، من قبيل “المرأة نصف المجتمع” وهي العبارة التي شاعت في زمن الدولة السورية الأولى، قبل مئة عام خلال حقبة الانتداب الفرنسي نقلا عن وزير المعارف آنذاك محمد كرد علي.
الا إنها وخلال مئة عام ظلت شعاراً تتلطى خلفه السياسات الذكورية الممعنة في إقصاء المرأة ومحاولة اختزال دورها في منحها “كوتا” من المناصب والمواقع في المؤسسات المختلفة لا تتعدى في أحسن الأحوال العشر.
وهكذا خطت المرأة في شمال شرق سورية خلال العقد الفائت على طريق تكريس دورها ما لم تحققه خلال مئة عام في مجمل الجغرافية السورية.
بل أن دور المرأة في مناطق شمال غرب سورية وفي مناطق حكومة دمشق شهد تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الفائتة، حيث ألغت حكومة دمشق الاتحاد العام النسائي عام 2016 لصالح دعم تنظيم ديني نسائي كالقبيسيات، فيما حذّر الشيخ أسامة الرفاعي، رئيس المجلس الإسلامي السوري، وصاحب النفوذ والمرجعية في شمال غرب سورية من الدعوات النسوية ومن المنظمات الداعية إلى دور أفضل للمرأة، معتبراً تلك الدعوات مؤامرة لتخريب المجتمع وعاداته وتقاليده.
أن اختلاف واقع المرأة وحقوقها وتمكينها بين المناطق السورية يؤكد ضرورة التشبيك بين المنظمات المعنية بشؤون المرأة في المناطق الثلاث وإيجاد آلية تنسيق لتبادل الخبرات والتجارب من اجل خلق مساحة من التفاعل الإيجابي الهادف لدعم قضايا وحقوق النساء ومناهضة العنف ضد المرأة، وتعزيز قدرات النساء وتمكينهن، ودعم مشاركتهن بصنع القرار بعيدا عن التنافر والتجاذب السياسي.
#سارة_عباس
#طرطوس
#مجلس_المرأة_السورية